صحيح الغريب الموصلي


  • هي عبارة عن كل ما يعتقده الغريب الموصلي ويراه صحيحًا في باب الرقية الشرعية والعلاجات وأصول هذا العلم وفروعه) هو كتاب جمعت فيه كلَّ أصول الرقية الشرعية وفروعها ومواضيعها واخترت منها القول الصحيح الذي يوافق الكتاب والسنة والاجتهاد الصحيح المعتبر عندي… سائلا رب العباد أن أكون موفقا فيه مسددا).
  • والصحيح عندنا أنه كلما كانت مخاوف الإنسان من الشياطين ومن قدرتها على فعل الأفاعيل به وأذيته كبيرة وعظيمة كلما كانت سيطرتهم عليه وإرهابهم له أكبر فأكبر… وكلما كان يقين الإنسان بالله عظيما كبيرا بأن الشياطين خلق من مخلوقات الله تعالى لا يفعلون شيئا إلا بأمر الله ولا يصيبونه بشيء إلا بإذن الله وكان خوفه من الله تعالى وأنسه به واستعانته به جل في علاه أكبر من خوفه من الشياطين كانت سيطرتهم عليه أقل وأضعف وكان خوفهم منه أكبر بل ستنتهي عنده الوساوس نهاية حقيقية بإذن الله… والقوة هنا تشمل قوة العقيدة والإيمان بالله وبما ذكرنا وقوة البدن والله أعلم…
  • والصحيح عندنا أن السحر المشروب أكثرُ انتشارًا من السحر المأكول بل وأسهل وصولًا للضحية من المأكول بالنسبة لطالب السحر وواضعه… ودليلنا في هذا كثرة انتشار أمراض الكلى بأنواعها من فشل كلوي أو غيرها مما قد يصيب الكليتين من الأمراض ومشاكل المجاري البولية أعزكم الله وما يرافقها أيضًا…ضف لذلك ما تعارف عليه أهل قومنا من تعودهم على قبول الزيارات السريعة الخفيفة لبعضهم البعض والتي لا تخلوا من تقديم مشروبات كالشاي والقهوة والعصائر… ومن المعلوم أن وضع السحر بها أسهل وأخف من وضعه في الطعام… بل إن كثيرا من الناس قد يتحرج من الذهاب لدعوات الولائم حتى عند الأقرباء فضلا عن الأصحاب والمعارف… وأوصي الرقاة بارك الله فيهم جميعا أن يلتفتوا لمثل هذا النوع من الأسحار فإن البلاء به قد انتشر وصار عظيما والله المستعان…
  • والصحيح عندي أن الأسحار المدفونة صعبة في طريقة صنعها لأنها تحتاج لأثر… كما أنها تحتاج لمن يضع السحر مع الميت أثناء الدفن وهذا شيء خطر على من سيضعه… كما أنه سحر من المؤكد أنه باهض الثمن لصعوبته وليس كل طالب سحر يملك ثمنه يقينًا … ضف لكل هذا أنه ليس كل مصاب يعاني من أعراض المدفون وبعد كل ما ذكرنا نخرج بفائدة مفادها أن وجوده ليس شرطًا لوقوع باقي الأسحار ونفوذها والله أعلم…
  • والصحيح عندي أن القوة البدنية لها شأن في مسألة قدرة الشيطان على إتعاب صاحب البدن وإضعافه وإصابته بالخمول والكسل وتعطيله عن عمله ووظيفته رجلا كان او امرأة… فكلما كان الإنسان مهتما بغذائه ونشاطه وأكثر من الحركة والمشي كان شيطانه معه في تعب بعكس المستسلم الخامل ضعيف البنية البعيد كل البعد عن الاهتمام لصحته فإنك تجد شيطانه متغلبًا عليه مسيطرا على قوته وهمته ونشاطه .. والله أعلم.
  • والصحيح عندي أن خدام الحسد لا يشترط لهم أن يكونوا شياطينًا ( كفرة الجن ) بل قد يكونوا جنًا ( وهم المسلمون) لأن الأمر ليس بمتعلق بالديانة أبدًا… وبالمثال يتضح المقال.. جِنيٌ مسلم هل هناك ما يمنعه من الحسد ؟ أو حتى أن يصيب بالعين ؟ قولا واحدًا لا… فكما أن هناك حسّادًا من المسلمين من بني الإنس فكذاك هناك حسادٌ من بني الجن المسلم… وقس على ذلك العين… فكما أن هناك عائنٌ مسلمٌ إنسيٌ هناك أيضا عائنٌ مسلم جنيٌ.. وذلك لأن الحاسد والعائن وإن تعمدا ذلك بقصد وإرادة وتمنيا زوال النعمة عن غيرهم فإن هذا لا يخرجهم من ملة الإسلام والله أعلم… نسأل الله الوقاية من عيون وحسد الإنس والجِن…
  • والصحيح الذي نقول به ونميل إليه بلا تردد… أن الشيطان يتمسك بالبدن لأجل العشق والمحبة فقط… لا لأجل خوف من الساحر أو الشيطان الكبير الذي أرسله ، ولا حتى لأنه مربوط ومكبل بل ولا لأنه خائف من قتله إن خرج كما يزعم ويدعي كذبا وزورًا… وعليه نقول مُقَعِّدين : كلما كان تعلق الشيطان بالمصاب قويا وكان المصاب مستجيبا لما يرغب به شيطانه كانت صعوبة خروج الشيطان أكثر وأكبر… والعكس صحيح… [ أرأيت لو أن لك صديقا لا يرغب بما ترغب ولا يحبُ ما تحب ولا يميل لما تميل إليه ولا يوافق هواك هواه بل كلما سعيت لهدفك صدك عنه وقلل من شأنه ومجلسه لا يوافق مجلسك قطعا… أكنت ستكون سعيدا بصحبته وحديثه ؟ أم ستمل منه وتتركه ؟ ].
  • والصحيح عندي أن الجانَّ يسكن البدن ويتحرك في أجزاءه ويندس ويختبئ في حصون وعقد ولا يتلبس البدن كاملا إلا حين الصرع الكلي فقط لا غير… وهذا واضح جلي ظاهر لكل من تبحر في هذا العالم واطلع على الحالات… وفقدان الوعي عند المصاب يكون بصعود الجانِّ للرأس ويختفي حين ينزل لموضع آخر في البدن… وأما القول بأن الجن يتلبس البدن كاملا طول الوقت وفي كل حال فهذا قول مرجوح عندنا وأما مسألة تحرك كل الأعضاء كاليد والقدم والبطن والظهر عند الرقية فهذا لا يرُدُ قَولنا ولا يُعدُ دليلا عندنا لأننا نقول وبالله التوفيق أن الإنسان يحرك جسده انطلاقا من مركز الإيعازات في الدماغ ثم تنتقل الإيعازات للحبل الشوكي ثم تنتقل للأعصاب الشوكية ثم تحصل الحركة في أجزاء من الثانية حتى أن الإنسان لا يشعر ولا يمكن له أن يشعر بمدة وصول الإيعازات وانطلاقها… والشاهد من كلامنا أن مصدر الإيعازات هو الدماغ وسبق وأن قلنا أن الصرع وفقدان الوعي يحصل عندما يصعد الشيطان للرأس ويسيطر على الدماغ وإذا ما وصل هناك فإنه يتحكم بالبدن كاملا وبإيعازاته… والله أعلم وهو المستعان ومنه نستمد النصر والسداد.
  • والصحيح عندي أن القرين مكانه خارج بدن الإنسان لا داخله وأنه يصاحب الإنسان حيث ارتحل وحل ونزل… وأنه لا يسحر ولا يُعَطِّل ولا يشوه ولا يُمرض…بل يوسوس وهذا عمله فقط وأعظم جريمة في علم الرقية أن يقول الراقي للمصاب أن ما أنت به من تعطيل ومرض وتشويه من قرينك ولا يقول بهذا القول عندي إلا جاهل… ومنهم من يدعي أنه في الرحم ويسقط الأجنة وإنني أحير عندها بين الضحك والبكاء من هول الجهل وفساد القول بمثل هذه الأقوال، بل الأعظم جهلا عندي من يدّعي التصدر للرقية والعلاج ثم يصنع رقية للقرين ويطالب بخروجه وحل عقده وهو أصلا خارج البدن!! …
  • والصحيح عندنا أن القرين يوسوس للمرء ويصده عن دينه بالوساوس ويخوفه من الشيطان وأوليائه ويريه الباطل حقا والحق باطلا ويتمنى له الضياع والخسران والضلال والنار وأنه لا رقية له ولا علاج إلا بالأذكار وكثرة الإقبال على العبادات وملازمة حِلَقِ الذكر فبها يخنس ويَخِفُّ ضرره… والله المستعان وهو العليم الحكيم…
  • والصحيح عندي أن إبليس لم يكن من الملائكة  قط وأن القول بأنه كان ملكا من الملائكة قول مغلوط لايمت للصواب بصلة ..فالملائكة خلقوا من نور وهو خلق من النار ثم إن الملائكة لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون والله لم يستثن أحدا منهم حينما وصفهم بهذا الوصف وهو الاستجابة والطاعة…
  • والصحيح عندي أنهم ليسوا جميعا على ديانة واحدة بل هم يشبهون البشر في تنوع دياناتهم بين مسلمين ونصار.. ى ويه،،ود وماسوني،،ين ومل،،حدين وجاحدين وعباد للفروج والبقر والفئران والدواب والطبيعة ومنكرين لوجود الله العظيم ظلما وجحودا وعدوانا كما هو حال كثير من شياطين الإنس في زماننا هذا والله أعلم.
  • والصحيح أن لفظة الشيطان تطلق على كفرة الجن… إذاً هي مجرد تسمية لا أكثر للدلالة على ديانة الجن وخبثهم وتمردهم وعدوانيتهم… وإلا فإنهم كلهم جن في الأصل مسلمهم وكافرهم ولكن للتفريق صار كفرة الجن يسمَّون بالشياطين ومسلموا الجن جن… بل حتى إبليس وهو كبير الشياطين كان يسمى جنّاً ولكنه لما فسق عن أمر ربه انسلخ منه هذا الوصف… قال الله تعالى ( إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه ) فلما فسق عن أمر الله انسلخ من مسمى الجن لمسمى الشيطان…إذا باختصار كلهم جن ولكن الفرق في التسمية فكفرة الجن شياطين ومسلموا الجن جن… لذلك نقول كل شيطان هو جن… وليس كل جن هو شيطان.
  • والصحيح عندي أن وجود الجن أمر حقيقي ثابت بالكتاب والسنة والإجماع والقياس والنظر الصحيح المعتبر والتجربة والواقع وهم خلق لهم عالمهم وقانونهم ومن أنكر ذلك عندي فهو كافر منكر لما جاء في كتاب الله تعالى فلقد وردت سورة كاملة باسمهم وأثبت الله لنا تكليفهم بل وأنهم محاسبون يوم القيامة… فمن أنكر ذلك فهو مكذب لما جاء في الكتاب والسنة وقد كفر… وهذا هو كفر التكذيب والله أعلم…
  • والصحيح عندي أن الجن خلقوا من مارج من نار وهي أصل خلقهم… لكنهم الآن لهم أجسام قد تكون كثيفة وقد تكون رقيقة ولا يعلم ماهية هذه الأجسام إلا الله جل في علاه… وهذا معلوم فالإنسان أصل خلقه من الطين وهو الآن لحم ودم وعظم وعصب وشرايين ولا طين بينها.
  • والصحيح عندي أن للجن قدرة على التشكل بصورة بشرٍ أو بصورة حيوان يقظة أو مناما… وإذا تشكل بهذه الأشكال صار ممكنا للناس رؤيته بل وحتى الحديث معه… وهذا له أدلة صحيحة من السنة والتجارب المعتبرة… أما من غير تشكل فإنه لا يمكن رؤيته… ولو ادعى رؤيته المدعون فالقرآن يكذبهم… ( إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم ).
  • والصحيح عندي أن الجن خلق لهم ذات وأرواح وأجساد ولهم عالم مستقل غير عالم الملائكة وعالم بني آدم… أصل خلقهم من مارج من نار… وأبوهم إبليس كما أن أبو البشر آدم ..يأكلون ويشربون ويتكاثرون كما يتكاثر أهل عالم بني آدم… وهم عاقلون مدركون مكلفون بأصول الشريعة وفروعها وسيحاسبون غدا أمام الله كما يحاسب الناس.
  • والصحيح عندي أن الإصابة بالسحر أخف من الإصابة بالعين والحسد خصوصا إذا تراكما وكان الذي يخدمهما خبيثا لعينا مؤذيا… فإنهما يفعلان بالبدن ما لا تفعله الأسحار بل حتى خدامها.
  • والصحيح أن الشياطين قسمان… .شياطين إنس وشياطين جن… وشياطين الإنس هم من حملوا صفاتَ شياطين الجن من الخبث والمكر والكذب والكيد ونصرة الكافرين على المسلمين وإغواء المسلمين وإيقاعهم في الشبهات والشهوات والملذات وأمرهم إياهم بالمنكر ونهيهم إياهم عن المعروف وعلى مثل هذه الصفات قِس… وكل متمرد عاتٍ سفيه من الإنس والجن هو شيطان.

لا تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *